من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
تابع لمعة الاعتقاد
52488 مشاهدة
الكلام في أسمائه تعالى

...............................................................................


له الأسماء الحسنى، والصفات العلا: أخبر بذلك في عدة آيات: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وليست محصورة في التسعة والتسعين؛ بل لا تحصى أسماء الله تعالى.
سمى نفسه ببعض الأسماء التي علم بها خلقه، واستأثر ببعضها كما في قوله عليه السلام: أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك فأسماء الله كثيرة، وكلها حسنى، وكل اسم من أسمائه في غاية الحسن.
وله الصفات العلا: الصفات: يعني التي وصف بها نفسه؛ سواء كانت مشتقة من الأسماء: كالسمع مشتق من السميع، والبصر مشتق من البصير، والعلم مشتق من العليم.
أو الصفات العلا: كالعلو؛ كونه هو العلي، وكونه فوق عباده.
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى أخبر تعالى بأن من أسمائه: الرحمن. وأنه استوى على العرش؛ استواء يليق به لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ملكا وخلقا وعبيدا من الإنسان والحيوان والجماد، كل ذلك ملك له سبحانه وتعالى، وله ما بينهما: ما بين السماء والأرض طبقات لا يعلمها إلا هو سبحانه وله ما تحت الثرى أي: ما تحت الأرض، وما تحت أسفل الأرض وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى يسمع السر، ويسمع أخفى من السر سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ الجهر، والإخفاء يعلم ذلك ويسمعه، يعلم السر، وأخفى من السر.
السر: هو الذي يكنه الإنسان وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ .
وأخفى من السر: الشيء الذي ما حدث به نفسه؛ ولكن علم الله أنه سيخطر بباله.
أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا علمه محيط بالأشياء كلها، قريبها وبعيدها، لا يخلو من علمه مكان، كما في قوله تعالى: وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا وقال تعالى: وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ .
وقهر كل مخلوق عزة وحكما:
القهر: هو الغلبة. كل مخلوق فإنه خاضع لجبروت الله سبحانه وتعالى، وذليل تحت تصرفه.
عزة وحكما: أي عزيز، له العزة وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وحكما: أي يحكم فيهم بما يشاء، ويتصرف فيهم.
ووسع كل شيء رحمة وعلما: وسعت رحمته كل شيء، يعني: أنه واسع الرحمة، قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ومن أسمائه: الرحيم أي أنه يرحم عباده.
ووسع كل شيء علما: أي علم كل شيء قريب أو بعيد يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ أي: ما فعلوه في السابق. وَمَا خَلْفَهُمْ ما يفعلونه في اللاحق، أي: ما قدموه وما أخروه. يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ أي: ما يكون قبل أن يولدوا. وَمَا خَلْفَهُمْ أي: ما يكونوا بعد أن يموتوا، أو يعلم ما تقدم من أفعالهم وما سوف يفعلونه فيما يأتي، وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا لا يحيطون بذاته، ولا بصفاته، ولا بكيفيتها.